جدول المحتويات
جدول المحتويات
بصفتي طبيبًا معتمدًا في الطب الباطني وطب السمنة ولدي خبرة تزيد عن 13 عامًا، فقد رأيت مدى تأثير صحة الأمعاء على كل أجهزة الجسم، من المناعة إلى التمثيل الغذائي وحتى المزاج. في عملي مع المرضى وعملاء التدريب الصحي، غالبًا ما أوصي باستخدام اللبأ البقري (colostrum) كجزء من استراتيجية علاج الأمعاء. إنه أحد المكملات الغذائية القليلة التي تدعم كلا من بطانة الأمعاء والجهاز المناعي بطريقة قوية وطبيعية.
اللبأ هو السائل الغني بالعناصر الغذائية الذي تنتجه الثدييات في الأيام الأولى بعد الولادة. يحتوي اللبأ على كميات كبيرة من الغلوبولينات المناعية (IgG)، وعوامل النمو، والببتيدات المضادة للميكروبات، ومركّبات حيوية نشطة أخرى تدعم نموّ المولود الجديد وتحمي جهازه المناعي.
اللبأ مليء بالأجسام المضادة مثل IgG، التي تنقل مناعة الأم بشكل سلبي إلى المولود الجديد، مما يوفر له الحماية خلال الأيام الأولى من حياته. يحتوي اللبأ على تركيزات عالية جدًا من الأجسام المضادة القادمة من الأم، وخاصة الغلوبولين المناعي IgG. يمكن أن يظل هذا الجسم المضاد في جسم الطفل لعدة أسابيع. ينتج جسم الأم أجسامًا مضادة طوال حياتها استجابةً للعدوى أو التطعيمات التي تعرضت لها في الماضي. يمنح اللبأ الطفل فوائد المناعة القوية والمكتسبة التي طوّرتها الأم عبر تجربتها مع الأمراض، ويُشار إلى ذلك باسم المناعة السلبية.1
يحتوي اللبأ أيضًا على مركّبات مفيدة أخرى، تشمل عوامل النمو، والببتيدات المضادة للميكروبات، واللاكتوفيرين، والسكريات قليلة التعدد (الأوليجوسكريات)، وغيرها من الجزيئات الحيوية النشطة. تُوجد هذه المكوّنات لدعم نموّ وتطوّر العجول حديثة الولادة. ومع ذلك، فقد تمّت دراسة هذه المكوّنات أيضًا لمعرفة فوائدها الصحية المحتملة على البشر.
عند البالغين، قد يدعم اللبأ إصلاح الأمعاء، ويوازن الاستجابة المناعية، ويساعد على استعادة الأنسجة. تشمل فوائد اللبأ:
تعمل بطانة القناة الهضمية كحاجز وقائي بين جهازك الداخلي والعالم الخارجي. عندما تلتهب البطانة بسبب البكتيريا الضارة أو الإجهاد أو السموم، يمكن أن تصبح "مثقوبة"، مما يسمح للمواد غير المرغوب فيها بالدخول إلى مجرى الدم. قد يؤدي ذلك إلى التعب ومشكلات في الجهاز المناعي والالتهابات المزمنة.
يساعد اللبأ على استعادة سلامة بطانة الأمعاء عن طريق تغذية بكتيريا الأمعاء المفيدة وتعزيز نمو خلايا الأمعاء الصحية. تعمل الببتيدات الطبيعية، والبروبيوتيك، وعوامل النمو معًا على تقليل الالتهاب، وتقوية الروابط بين الخلايا، ودعم حاجز أمعاء صحي.1,2
اللبأ غني بالمركبات المنظمة للمناعة، مثل IgG واللاكتوفيرين والسيتوكينات، التي يمكن أن تدعم صحة الجهاز المناعي لدى البالغين والأطفال على حد سواء. على سبيل المثال، أظهرت بعض الدراسات أن تناول مكملات غذائية من اللبأ البقري يمكن أن يقلل من حدوث العدوى.3,4 علاوة على ذلك، فإن الرياضيين أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي العلوي بسبب ضغوط التدريب، ويمكن أن يساعد اللبأ في دعم جهاز المناعة لديهم.5
يتجه الرياضيون وعشاق اللياقة البدنية بشكل متزايد نحو استخدام اللبأ لما له من خصائص في إصلاح العضلات ومضادته للالتهابات. يحتوي اللبأ على العديد من عوامل النمو والعناصر الغذائية التي تساعد على دعم كثافة العظام وصحة العضلات. يحتوي اللبأ على كميات من البروتين أعلى بكثير مقارنة بالحليب، وياتي ذلك على شكل الكازين وبروتين مصل اللبن، مع تركيزات عالية من الأحماض الأمينية الأساسية. في حين أن اللبأ غني بالبروتين والأحماض الأمينية، فإن قوته الحقيقية تكمن في عوامل النمو التي تدعم تعافي الأنسجة، وليس فقط بناء العضلات كما يحدث مع مشروب البروتين. اللبأ غني أيضًا بالعديد من المعادن الواقية للعظام، بما في ذلك الكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم والزنك.1
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي اللبأ على عوامل نمو تحفز نمو العضلات والعظام والأوعية الدموية. تشير بعض الدراسات إلى أن مكملات اللبأ يمكن أن تعزز الأداء لدى الأفراد الذين يشاركون في تدريبات المقاومة أو أنشطة التحمل.1,6
تشير بعض الدراسات إلى أن اللبأ يمكن أن يدعم صحة البشرة من خلال تعزيز تكاثر الخلايا المشاركة في إصلاح الجلد. يمكن أن يساعد أيضًا في تنظيم الالتهاب في الجلد، والذي يكمن وراء العديد من مشاكل الجلد المختلفة.7
يحتوي اللبأ على العديد من الهرمونات وعوامل النمو التي يمكن أن تدعم التمثيل الغذائي الصحي وتكوين الجسم. على سبيل المثال، يحتوي اللبأ على هرمون الليبتين، وهو هرمون يمكن أن يؤثر على الشهية واستقلاب الجلوكوز.1 تشير بعض الدراسات إلى أن اللبأ يمكن أن يدعم مستويات السكر لكوليسترول الصحية في الدم من خلال التأثير على الميكروبيوم وتقليل الالتهابات وتنظيم التفاعلات الهرمونية.1 كما قد يساعد اللبأ أيضًا في دعم تكوين جسم صحي من الدهون والعضلات لدى الرياضيين، وهو أمر قد يكون مفيدًا بشكل خاص للنساء.1,6
المؤشر الأكثر أهمية لجودة مكمل اللبأ هو كمية محتوى IgG. بشكل عام، سيحتوي المكمل عالي الجودة على أكثر من 50 جم/لتر من IgG. هناك طريقة أخرى للتحقق وهي النظر إلى النسبة المئوية لـ IgG. المعيار الجيد هو أن تكون نسبة 30٪ IgG أو أكثر.
عامل حاسم آخر هو وقت جمع اللبأ من البقرة بعد الولادة. يحتوي اللبأ الذي يتم جمعه في اليوم الأول على أكثر المكونات فائدة، ولكن هذه المكونات تتناقص بسرعة في الأيام من الثاني إلى الثالث. يعتبر اللبأ عالي الجودة فقط إذا تم جمعه قبل اليوم الثالث. هذا لأن عوامل النمو التي تعزز أمعاء صحية وجهاز مناعي فعال تبدأ في الانخفاض بعد اليوم الثالث.1
قد يحتوي اللبأ على مواد مسببة للحساسية لأنه مشتق من منتجات الألبان. يجب على الأفراد الذين يعانون من حساسية الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز الشديد البحث عن تركيبات منخفضة اللاكتوز أو خالية من الكازين، إن أمكن.
عند التسوق لشراء اللبأ، ابحث عن:
تجنب المكملات الغذائية التي لا تكشف عن أوقات الجمع أو المصادر أو نسب IgG، لأن ذلك يمكن أن يؤثر على فعاليتها.
تتم معالجة اللبأ بطرق مختلفة، لذلك من الضروري ملاحظة المكونات التي تمت إزالتها. على سبيل المثال، يمكن أن يكون اللبأ كاملًا يحتوي على مكونات دهنية، أو مسحوق منزوع الدسم (مخفوق). بعضها يتم إزالة الكازين منه، والبعض الآخر يتم إضافة عوامل إثراء مثل الغلوبولين المناعي وعوامل النمو. قد يكون من الصعب الاختيار من بين العديد من المكملات الغذائية المتاحة، حيث أن بعض هذه المكونات حيوية لتحقيق الفاعلية المثلى، بينما البعض الآخر غير مفيد. يمكن أن تؤدي الاختلافات في التخزين والمعالجة والبسترة إلى تغيير النشاط الحيوي (أو الفاعلية) للمكمل بما يصل إلى ست أضعاف، لذلك من المهم البحث عن مكمل غذائي عالي الجودة.1
يحتوي اللبأ أيضًا على العديد من الفوائد للأطفال. يعتبر بشكل عام آمنًا للأطفال الأصحاء، ولكنه يمكن أن يسبب ردود فعل تحسسية لدى الأفراد المعرضين للإصابة بها. تشمل الفوائد المحتملة دعم الجهاز المناعي ضد التهابات الجهاز التنفسي العلوي والإسهال والحفاظ على صحة الأمعاء. الجرعات الموصى بها تصل إلى 1 جرام يوميًا، عادةً على شكل مسحوق، لمدة 4-6 أسابيع.3,8
يتوفر اللبأ على نطاق واسع في العديد من الأشكال المختلفة. يُجمع اللبأ ويُجمّد في المزارع، ثم يُشحن مجمّدًا إلى مرافق المعالجة، حيث يخضع للبسترة ويُعدّل بعناية للحفاظ على المركبات الداعمة للمناعة والنمو مع تقليل المسببات المحتملة للحساسية. يمكنك العثور على مكملات اللبأ المتاحة على النحو التالي:
عادة ما يتم تناول اللبأ مرة أو مرتين يوميًا، وتعتمد الجرعة المناسبة على أهدافك الصحية المحددة. يتوفر اللبأ في صورة كبسولات، مساحيق، أقراص قابلة للمضغ، وحتى مشروبات جاهزة، مما يسهل دمجه في روتينك اليومي.
إرشادات الجرعات العامة:
تُظهر معظم الدراسات السريرية أن أفضل النتائج تتحقق مع الاستخدام اليومي لمدة من 4-8 أسابيع. غالبًا ما تستغرق التأثيرات مثل تقليل الانتفاخ أو تحسين الهضم أو تقليل التهابات الجهاز التنفسي العلوي بعض الوقت، حيث يستجيب الجسم تدريجيًا لعوامل النمو والمكونات المناعية الموجودة في اللبأ.3
نعم، يمكنك تناول اللبأ على معدة فارغة، ويفضل أن يكون ذلك قبل الوجبات بـ 30-60 دقيقة. هذا يساعد على زيادة امتصاص المركبات الحيوية النشطة قيه.
في حين أن اللبأ جيد التحمل بشكل عام، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الألبان أو عدم تحمل اللاكتوز الشديد البحث عن تركيبات منخفضة اللاكتوز أو خالية من الكازين. وكما هو الحال مع أي مكمل غذائي جديد، من الأفضل دائمًا مراجعة مقدم الرعاية الصحية، خاصة إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة أو تتناول أدوية.
إذا كنت مهتمًا بتحسين صحة أمعائك وجهازك المناعي، وأداءك الرياضي، فإن اللبأ يبرز كحليف لطيف ولكنه قوي للاستخدام اليومي. بفضل قدرته على إصلاح بطانة الأمعاء، ودعم المرونة المناعية، وتحسين الأداء، وتعزيز صحة الجلد والتمثيل الغذائي، فليس من المستغرب أن يضيف خبراء الصحة وعلماء تحسين الأداء اللبأ إلى روتينهم اليومي من المكملات الغذائية.
المراجع:
إخلاء مسؤولية:لا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص...
لا تهدف هذه المدونة إلى تقديم التشخيص أولا يهدف هذا المركز الصحي إلى تقديم التشخيص أو العلاج أو المشورة الطبية. اقرأ المزيد. المحتوى المقدم في هذا المركز الصحي هو لأغراض إعلامية فقط. يرجى استشارة طبيب أو أي متخصص آخر في الرعاية الصحية فيما يتعلق بأي تشخيص طبي أو صحي أو خيارات علاجية. لا ينبغي اعتبار المعلومات الواردة في هذا المركز الصحي بديلاً عن المشورة من متخصص في الرعاية الصحية. الادعاءات الواردة حول منتجات معينة في هذا المركز الصحي غير معتمدة لتشخيص أو علاج أو شفاء أو منع الأمراض.
